الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ :
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وأَنْنمْ مُسْلِمُونَ "
" يَا أيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيرًا ونِسَاءً وَاتقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَائَـلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رقيبا "
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا ، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا " ، أما بعد :
فإن أحسن الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمد ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ـ وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
الفرق بين النبي والرسول مسألة علمية بحتة لا طائل تحتها وما كنت لأشمر لبحث هذه المسألة لولا أنني رأيت ما كتبه أحد الاخوة الفضلاء حيث أنه كتب رأي أحد العلماء المعاصرين وانتصر له وجاوز الحد في ذلك ؛ فأحببت أن أبين من خلال هذا البحث الميسر أن هذه المسألة خلافية منذ وقت طويل ، وأن الأقوال التي ذهب لها العلماء هي مجرد اجتهادات من خلال فهم للنصوص ولا نص صريح في المسألة يفصل بينهم .
والواجب علينا معاشر طلبة العلم أن نقدر علمائنا ونجلهم ؛ ولكن لا نتعصب لأقوالهم بل نتعصب لقول ربنا عز وجل ونبينا محمد ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ـ أما العلماء فهم يتفاوتون في فهمهم لكلام الشارع الحكيم ، فتجد أن المسألة تعرض على عالمين يذهب كل واحد منهم لمذهب غير مذهب صاحبه ، والحق مع أحدهم .
وكم أهلك التعصب أمة محمد ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ـ وجعلها جامدة حتى نادا من نادا بأن الاجتهاد قد أوصدت دونه الأبواب ، وكم حورب عالم من أجل قول آخر وكم ترك الحق من أجل أن فلان يقول بغيره فتابعه الناس .
وسأتناول هذه المسألة من خلال المطالب التالية :
أولا :عرفت معنى كلمة النبي ومعنىكلمة الرسول من الناحية اللغوية .
ثانيا : بينت أن عامة أهل العلم يقلون بالفرق بين النبي والرسول وشذ من قال بعدم الفرق وسأذكر الرد على مقال بعدم الفرق .
ثم أبين رأي العلماء في الفرق بين النبي والرسول ، ثم أذكر الراجح من الأقوال وهو أقربها بإذن الله
هذا والله اسأل أن يرزقني وجميع إخواني من طلبة العلم الأدب وسعة الأفق في التعامل مع المخالف ، وأن يعيذنا من قلة الأدب وسوء التعامل مع الإخوة المخالفين من أهل السنة ، وأن ينفع الكاتب والقارئ بهذه الكلمات .
ولا يسعني في الختام إلا أن أشكر طابع هذه الكمات راجي الثواب من ربه سبحانه وتعالى شقيقي عبدالرؤوف بن محمد بن عليّ الهرفي أسكنه الله الفردوس الأعلى من الجنة .. آمين