ولد الفنان المبدع ميرغني محمد ابنعوف مجذوب الشهير بـ ( محمد ميرغني ) في حي السيد مكي بمدينة امدرمان في العام 1945 م وبدأ دراسته الأولية بمدرسة شيخ أمين بجوار سينما الوطنية بالخرطوم بحري وأكمل تعليمه بمدارس الأحفاد با مدرمان ومعهد التربية بشندي والذي تخرج منه مدرسا ومارس مهنة التدريس وتردد على عدد من المدارس.
بدأ حياته الفنية بإجازة صوته في العام 1965 م وكانت لجنة إجازة الأصوات تضم في عضويتها الأساتذة إسماعيل عبد المعين وأحمد مرجان ومحمد عبد القادر والماحي إسماعيل ومكي سيد أحمد مقررا للجنة و الأغنيات التي تغنى بها أمام اللجنة وكانت جواز مرور صوته هي أغنيات انا والأشواق للشاعر السر دوليب وهي أول اغنياته الخاصة و البديع هواك سباني للشاعر ابوصلاح و أنة المجروح للشاعر سيد عبد العزيز و حبيبي انا فرحان للشاعر الجاغريو. . أول ظهور له عبر الأجهزة الإعلامية كان من خلال الإذاعة السودانية عبر برنامج أشكال وألوان للمذيع احمد الزبير في العام 1965 م . . وتعتبر فترة الستينيات هي الفترة الذهبية للغناء السوداني وكانت الساحة الغنائية تعج بالعمالقة أمثال احمد المصطفى وخضر بشير وحسن عطية وعثمان الشفيع وعثمان حسين وابوداؤود والتاج مصطفى وإبراهيم عوض ووردي والجابري وكابلي وغيرهم من القمم الفنية ولكن استطاع الفنان محمد ميرغني أن يشق طريقه وسط هؤلا العمالقة وان يقدم نفسه بصورة قوية لأنه يمتلك مقومات الفنان الأصيل وذلك بحسن اختياره للكلمة المنتقاة والألحان المعبرة وأدائه التطريبي الرائع الأخاذ ليتمكن من تقديم شخصيته الفنية ويضع بصمته الخاصة وهو ماأتاح له أن يكون احد فناني المقدمة في مجال الأغنية السودانية الحديثة .
التحق بالمعهد العالي للموسيقى والمسرح في العام 1969 م إيمانا منه بضرورة التأهيل العلمي الأكاديمي الذي يصقل ويضيف الكثير للفنان في مسيرته الفنية .. ومن دفعته من زملائه في تلك الفترة بالمعهد العالي للموسيقي والمسرح الراحل علي ميرغني والملحن الماحي سليمان و الفنان عثمان مصطفى والملحن محمد سراج الدين والملحن عمر الشاعر وتخرج في العام 1974 م .
سافر الفنان محمد ميرغني الى العديد من الدول مشاركا في مهرجانات فنية او بدعوات من الجاليات السودانية بتلك الدول ومن الدول التي زارها ايطاليا والسويد واليونان ويوغسلافيا السابقة والمغرب والجزائر وتونس وليبيا ومصر وسوريا ولبنان وتشاد وإثيوبيا واريتريا والصومال وجميع دول الخليج العربي واخر زيارة له كانت الى دولة الإمارات العربية المتحدة قبل شهر تقريبا وشارك في الحفل الخيري المقام لصالح علاج اللاعب القومي ( محمود سعيد ) الشهير بجيمس . . وفي كل تلك الزيارات كان خير سفير للأغنية السودانية .
من الفنانين المدركين لرسالته الفنية النبيلة فنجده يقوم بتشجيع الأصوات والمواهب الجديدة من اجل أن يكون هناك تواصل للأجيال ونتلمس ذلك في حضوره لكثير من حلقات برنامج نجوم الغد فنجده مشاركا بالغناء ومرشدا وموجها لأبنائه من مواهب برنامج نجوم الغد .
يمتاز بالوفاء والاحترام الشديد لزملائه الفنانين اللذين سبقوه في المجال الفني وفي ذلك يقول إذا قارنا أداءنا بما قدمه كبار الفنانين فنحن لانزال نحبو في ظلهم الوارف ونتنفس ألحانهم أمثال ابوداؤود وعثمان الشفيع وعثمان حسين ونحن لازلنا صفرا على الشمال مقارنة بإنتاجهم الكبير وهم رحلوا بأجسادهم ولكنهم خالدين بيننا بابداعاتهم ). ذلك الحديث الطيب يدل على أصـالة وتواضع ووفاء الفنان الإنسان محمد ميرغني .
اشتهر بأنه لاعب كرة قدم ممتاز بنادي الأمير البحراوي وتميز بالسرعة وبمهاراته الفنية العالية وكان يشغل خانة الجناح الأيمن وجمـع بين ( الكفر والوتر ) ومن عاصرهم بنادي الأمير خلال تلك الفترة عمر ابوشمة وعبد الله بركية وإبراهيم عمر وسمير حسن بابكر وعبد القادراشولي وغيرهم وساهم مع زملائه في صعود الأمير في العام 1961 م الى دوري الدرجة الأولى . . وهو من محبي نادي الهلال العاصمي ومن المداومين على حضور مبارياته من داخل الإستاد . . ولاعبه المفضل الراحل الرهيف الحريف شيخ إدريس كباشي ( أفضل مدافع في تاريخ الكرة السودانية ) ويربط الكثيرون بينهما ويقولون من باب التشبيه : كورة شيخ إدريس تشبه غناء محمد ميرغني . اوبمعنى أخر من لم يشاهد شيخ إدريس كباشي يلعب فليستمع إلى غناء الفنان محمد ميرغني .
يعمل الآن بإذاعة ( fm 104 ) ببحري جوار نادي الإتحاد البحراوي مديرا لقسم الموسيقى والملكية الفكرية . . متزوج وله من الأبناء بكري وعلي ووليد ومن البنات سلمى وسارة .